لنعترف أولا أن سمعتنا يمكن أن تكون أفضل مما هي عليه الآن. نحن دولة من خمسة نجوم ودوليا ومحليا إعلامنا وسفاراتنا وممثلونا لا يعطون هذه البلاد حقها كما يجب، ولن أقول كم عدد النجوم التي يمكن أن نحصل عليها. إذا لا يوجد اعتراف بهذه الحقيقة اذهب إلى مكان آخر ودع هذا المقال. الأمثلة كثيرة ولن أحصيها. لنبدأ بأسخف مثال حتى لاتفقدوا أعصابكم ولكن حدث يوم الجمعة أن قناة دولية تتحدث عن مواضيع مختلفة منها حقوق الإنسان. وأقحموا المملكة في الموضوع واستضافت المذيعة العربية ضيفين. أحدهما يجلس في واشنطن يدعي أنه ناشط سياسي يكاد الغباء والحقد على المملكة أن يفضحه والآخر رجل متقاعد من وظيفة حكومية متمكن. المشكلة أن صاحب الرأي المعادي لنا يجلس في واشنطن في ستوديو وواضح المظهر والصوت والصورة. وممثلنا المتمكن يستخدم سكايب وغير واضح الصورة أو الصوت أو الصورة ولم أعرفه حتى ذكرت المذيعة اسمه. أضف لذلك وفودا تأتي لتقابل ممثلين للرأي الشعبي وهم لا يعون مايفعلون وكل رأي تسمعه منهم ينم عن جهل بالواقع المحلي وغباء عاطفي وفجوة دبلوماسية عميقة في مفاهيم الاستناد وفي أبعاد التميز للمملكة وهي من سمات القطاع العام لدينا.. التحدي الأكبر أن من يقوم بتقييم هؤلاء لا توجد لديه المعايير لمتمرس أو لمتمكن أو لمتطور لإحقاق الحق للمملكة. وتاريخيا خسرنا كثيرا كعرب قضايانا لعدم تطبيق المثل القائل أرسل حكيما ولا توصه. الأعداء احترفوا مهاجمتنا وتشويه صورتنا ونحن نمتلك كل المقومات لعمل محترف متطور. تكلمنا في مقالات سابقة عن تقييم الخدمات الحكومية.
ويبدو أن قضية الإعلام امتداد لتحديات غائبة تماما عنا. نحن نشعر بالغبن والمسؤولية لدولة فيها من النجاحات والتميز غير المسوق. ومنافسونا ينتهزون كل فرصه لتسويق معالم خرسانية جافة ونحن لا نعتني بمعالم ذات قيمة تاريخية للعالم. وفي العالم المتحضر يضعون لوحات من نحاس ومن الرخام الفاخر لمكان ولد فيه أو عمل فيه أو سكن فيه مثلا مؤسس الكشافه أو مكتشف دواء. ونحن نترك مدنا تاريخية تختفي وتنهار وسمعة ينال منها سقط المتاع من انتهازيين تشتريهم دول الرفض بالمال للهجوم علينا، ولا ننظم خطوط دفاعنا ولا نجد من يهتم بخط دفاع تصرف الدول عليه ميزانيات كبيرة وليس على من أكل الدهر عليهم وشرب ومن خرجوا من إطار التأثير. كل مانحتاجه هو الاستثمار في تحسين صورتنا فهنالك مردود اقتصادي لهذا الاستثمار. لن أنسى مؤتمرا عقدناه في جامعة هارفارد في التسعينات عن الأعمال في الشرق الأوسط وفوجئت بأن الدولتين اللتين كان لهما معرض على جانب المؤتمر كانتا من دول المنطقة !.
ويبدو أن قضية الإعلام امتداد لتحديات غائبة تماما عنا. نحن نشعر بالغبن والمسؤولية لدولة فيها من النجاحات والتميز غير المسوق. ومنافسونا ينتهزون كل فرصه لتسويق معالم خرسانية جافة ونحن لا نعتني بمعالم ذات قيمة تاريخية للعالم. وفي العالم المتحضر يضعون لوحات من نحاس ومن الرخام الفاخر لمكان ولد فيه أو عمل فيه أو سكن فيه مثلا مؤسس الكشافه أو مكتشف دواء. ونحن نترك مدنا تاريخية تختفي وتنهار وسمعة ينال منها سقط المتاع من انتهازيين تشتريهم دول الرفض بالمال للهجوم علينا، ولا ننظم خطوط دفاعنا ولا نجد من يهتم بخط دفاع تصرف الدول عليه ميزانيات كبيرة وليس على من أكل الدهر عليهم وشرب ومن خرجوا من إطار التأثير. كل مانحتاجه هو الاستثمار في تحسين صورتنا فهنالك مردود اقتصادي لهذا الاستثمار. لن أنسى مؤتمرا عقدناه في جامعة هارفارد في التسعينات عن الأعمال في الشرق الأوسط وفوجئت بأن الدولتين اللتين كان لهما معرض على جانب المؤتمر كانتا من دول المنطقة !.